التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة أغنية.. عشرة الأيام

 إعداد/ وصال صالح 


تعتبر أغنية (عشرة الأيام) من روائع الغناء السوداني الحديث ومن أجمل الألحان التي قدمها العملاق عثمان حسين مع رفيق دربه الشاعر الفذ عوض أحمد خليفة..
خطوبة شاعر
ولعشرة الأيام تحديداً قصص وحكاوي سردها فيما مضى الراحل عوض أحمد خليفة، إلا أن النواة الحسية والمعنوية لميلاد (عشرة الأيام) كانت خطوبة شاعرها من إحدى حسناوات أمدرمان التي أعجب بها إيما إعجاب، وبعد أن تقدم أهل وذوو الشاعر بالخطوبة لتلك الملهمة تم القبول والتوافق بين الأسرتين، إلا أن هنالك مستجدات طفت على السطح وهي سفر خليفة لأوروبا في بعثة عسكرية تأهيلية وقتها أحس أهل المخطوبة بأن ذلك المشروع سيأخذ وقتاً طويلاً يحسب من عمر الفتاة، وبعدها ساقت المقادير الموضوع برمته إلى هاوية الفشل والضياع حتى تقدم أحد أقرباء الفتاة وتمت الخطوبة ومن ثم الزواج وكل ذلك وعوض بأوروبا لذلك قال في بعض أبيات القصيدة (ليه فجأة دون أسباب ومن غير عتاب أو لوم – اخترت غيري صحاب وأصبحت قاسي ظلوم)..
ترجمة (لايف)
الأغنية كانت بمثابة شاهد إثبات على حساسية عوض الشاعرية العالية وإمكاناته الفنية المهولة فقد كتب الأغنية ولحنها وغناها وهو في القطار مسافراً من مانشستر إلى لندن، إلا أنه بدأ يدندن باللحن بعد أن فرغ من الكلمات حتى أصبح يغني بصوت مسموع وهو لايدري أن ركاب القطار من حوله بدأوا يتنبهون له، وفي تلك الأثناء جاء شاب بريطاني كان يركب في نفس

عربة القطار التي تقل الشاعر فتحدث إليه قائلا: أنا أحس بكمية من الوجد والشجن تجاه الكلمات التي تغنيها ولكني لا أفهمها فقال عوض: حسناً سأترجم لك ما غنيته إلى اللغة الإنجليزية وبالفعل قرأ عوض أحمد خليفة قصيدة (عشرة الأيام) باللغة الإنجليزية في تلك القاطرة فصفق له كل الراكبين، إلا أن الشاب الذي سأل عوض عن تلك الكلمات قال له أمهلني دقيقة واحدة ثم أخرج بعدها جيتاراً من حقائبه وبدأ يردد في الأغنية مع عوض حتى تفاعل كل راكبي عربة القطار وهم يرددون مقاطع تلك الأغنية حتى وصلوا إلى لندن..


 





 

 

مَنَصّة “رصد الرأي العام السوداني” تطرح استطلاعاً للمواطنين لاختيار رئ...


الأغنية بانفعال عاطفي جياش لأبعد الحدود فكثيراً ما كان يخفى دموعه بتلك النظارة البنية اللون والعريضة عندما يصل إلى البيت القائل ( واتلاشت الأحلام وين حسن ظنك بي – بالله أيه ضراك لوكان صبرت شوي عبر السنين أيام) ففي ذلك المقطع تتغير نبرة عثمان حسين إلى تراجيدية مفعمة بالكثير من الوجد والشجن لذلك فإن النوتة الموسيقية تنعطف انعطافاً رومانسياً خاصاً لأبعد الحدود في ذلك المقطع..







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزياء الشعبية السودانية - الزي الرجالي

بقلم / سناءحامد إلياس  تختلف أشكال الزي الرجالي   بإختلاف الأقاليم و المناطق داخل السودان و لكن حديثنا سيكون عن الزي المتداول على أوسع نطاق .                     ( الجلابية  ) تصنع من القماش و هي فضفاضة ذات أكمام واسعة و ذلك لدخول الهواء و التبريد و جيوب على الجانبين و ذات فتحة أمامية و تغطي كامل الجسم بقامة الرجل . تتشابه في كثير من أقاليم السودان و أيضآ الغالب الأعم فيها اللون الأبيض قديما و قماشها قطني . فالسودان كما هو معروف يقع في منطقة حارة تحتاج إرتداء الأزياء القطنية التي تناسب هذه الأجواء . و هناك نوع آخر من الجلاليب  تثبت عليه الجيوب أعلى الصدر و الظهر ، و تبدو الجهتان الأمام  والخلف بنفس  الشكل ، و لهذا حكمة فعندما ينادى للنفير الذي يستوجب سرعة الإستجابة  فيرتديها الرجل بسرعة لتلبية النداء و يكون وضعها صحيحا . و هناك لباس آخر هو :                   (العلى الله) و هي عبارة عن قميص أقصر من الجلابية ،   ومعه سروال يصل إلي أخمص ...

مرثية الشاعر /صلاح أحمد إبراهيم في صديقه الروائي / علي المك

معد المحتوى  / أ.عواطف إسماعيل/ لندن  الشاعر / صلاح أحمد إبراهيم  الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد إبراهيم ينعي صديقه   وصنو روحه البرفسور الروائي القاص والناقد علي المك  ولد علي محمد علي المك في مدينة أم درمان في ١٢ فبراير من عام ١٩٣٧م وتوفي في مدينة نيومكسيكو . تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم وحصل على الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية . الروائي/ علي المك  في هذه القصيدة  نعى فيها البروفسور صلاح أحمد  إبراهيم صديقه علي المك من ديوان (نحن والردي) مدينته الآدمية مجبولة من تراب يتنطس أسرارها واثب العين منتبه  الأذنين يحدث أخبارها هل يرى عاشق مدن في الحبيب أي عيب؟ مدينته البدوية مجبولة من تراب ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها تتباهى على ناطحات  السحاب بحي سما أصله لركاب فاح شذى من "على" حين غاب جرت وهي حافية، في  المصاب تهيل الرماد على رأسها  باليدين تنادي على الناس:  وآحسرتا ويب لي   ويب لي  فقدنا الأديب، فقدنا النجيب، فقدنا اللبيب، فقدنا "على" فقدنا الذي كان زين  المجالس، ز...