دور الكنداكات في ثورة ديسمبر المجيدة:
تقصى وتحقيق /وصال صالح
سلطنة عمان
المقدمة :
لعبت المرأة السودانية دورا عظيما ، في تغير الواقع السياسي في البلاد ؛ إبان ثورة ديسمبر المجيدة . فكانت زغرودتها إيذانا لبداية التظاهرات ، فيتزاحم الثوار والثائرات ، و يأتون من كل حدب وصوب .
في جل التظاهرات التي قامت ، كانت المرأة تتقدم الصفوف . غير مبالية بما قد يحدث لها من إعتقال وضرب وسجن .
أيقونة الثورة السودانية
الكنداكة / آلاء صلاح
حين إعتلت علية السيارة ، التي إتخذتها مسرحا لها ، لتتلو القصيدة الحماسية ، التى إتخذتها أهزوجة لها :
نحنا السقينا النيل ..
من دمنا الفاير ..
ما بننكتم نسكت ..
فى وش عميل جاير ..
الخوف عديم الساس ..
و أنا جدي ترهاقا ..
حبوبتي كنداكة ..
وعبد الفضيل الماظ ..
فراس بشيلوا الرأس ..
يمة الشباب بحيوا ..
و أنا بالسكوت ميت ..
تجاوب معها الثوار ، في تناغم منقطع النظير في شكل (chorus) مرددين لعبارة :
ثورة .. ثورة
في تناغم تام .
أدهشت كل من سمعها في ذاك اليوم ، وجسدت دور الكنداكة بحق وحقيقة ، كانت كاريزما في كل شيء ، ثقتها العالية بنفسها ، و وقوفها أمام الحشد الجماهيري الكبير ، دون خوف أو وجل ، تفردت بإرتداءها للثوب السودانى في لونه الأبيض ، الذى يرمز للمرأة السودانية العاملة ، كفلكلور سودانى .
ومصادفة إلتقطت لها صورة بكاميرا الثائرة (لنا هارون) التى أتت إلي أرض الإعتصام . كان المشهد بمجمله فارضا وجوده ، و كل الظروف كانت مواتية لحظتها ، ليعبر صوتها عبر الأثير ، عبر المدى ، متجاوزا كل الحدود الجغرافية ، صوت ضج به الوسط العالمى .
، فكانت محط أنظار الجميع . لجسارتها ورباطة جأشها ، كانت حدث ثوري ، الثورة كانت أنثي .
صائدة البمبان/رفقة عبد الرحمن
كثيرا ما نبهها الثوار ، أن تتراجع قليلا إلى الخلف ، إلا إنها كانت مصرة أن تتقدمهم ،
غير مبالية بما قد يحدث لها .
قالت محدثتي
منذ بداية الثورة ، كانت القوات النظامية تطلق البمبان بكثافة وبصورة عشوائية علي المواكب حتي تفرقها ، دون مراعاة لمن هم في المنازل أو في الطرقات ممن يعانون من أمراض مثل الأزمة وغيرها .
من هنا خطرة لى الفكرة ، بأن أكون في الصفوف الأمامية كخط دفاع ، كنت أتصيد البمبان و أرجعه للقوات التى كانت تطاردنا وتسعى إلى تفريقنا .
كنت أستعد لكل موكب ، أرتدي قفازى ، و أتهيا
لكل بمبان أتتبعه حتي أمسك به وأرجعه بأسرع ما يكون . كان الثوار يقومون بذات الأدوار ، يعدون العدة لكل موكب ، فكان هناك جردل مان الذى يحاول إخماد كل بمبان ، حتي يقلل من الآثار المصاحبة له ، من إختناق أو تقليل من كمية الأبخرة المتصاعدة منه ، ليتسنى للجميع مواصلة الموكب ، والتقدم إلى الأمام ، وكان هناك من يقوم بتوفير كمية من المناديل المبللة بالخل ، ويقومون بتوزيعها للثائرين والثائرات في التظاهرات حتي يخففوا من وطأته عليهم ، حتي النساء في الأحياء كن في المقاومة ، يقمن بتوفير كل المعينات التي تساعد و تسعف المتظاهرين .
شاركت محدثتي في جميع المواكب ، إبتدا من أول موكب ١٩/ ديسمبر في الخرطوم ، موكب طلاب الجامعات ، ثم موكب حي شمبات ، يليه موكب أم درمان ، ثم المحطة الوسطى بحرى ، وموكب السوق العربي ..الي أن جاء الإعتصام في السادس من أبريل في القيادة العامة للجيش السودانى .
الثورة كانت أنثى ، أى موكب كان ينطلق ، عندما تطلق الكنداكة زغرودتها الصداحة ، يتأهب الكل للإنخراط في التظاهرة ، ينتشرون في كل مكان ، يخرجون من كل فج عميق ، وفي كثير من الأحايين كانوا يربكون القوات النظامية .
مجموعة/ منبر_شات :
تميزت مجموعة منبر_شات بحدسها العالي في قراءة الاحداث ، وربطها ببعضها البعض .
إختص القروب في بداياته فى تعرية الشباب ، وذلك عندما يقيم شاب علاقة مع شابة علي نية الزواج منها ، عندما تشك الشابة في نواياه ، أو تحس بعدم مصداقيته ، لا تتردد في أن تلجأ لقروب منبر_شات ، فترسل صورته للقروب ، حتي يقوم بالبحث الشامل عن سيرة حياته بخيرها وشرها .
مع إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ، تخصصت المجموعة لخدمة الثورة ، حيث عملت علي رصد حركة جهاز الأمن والمخابرات ، وما يقوم به من إنتهاكات في وجه المدنيين العزل ، حتي لقبن ب جهاز أمن الثورة .
لعبت مجموعة منبر_شات بالتعاون مع بعض الناشطين ، دورا بارزا في زعزعت منتسبى النظام ، وبالتالي قللت من بعض الإنتهاكات ، التى كانت تواجه للمتظاهرين . حيث تعاون معهن النشاطين ، في إرسال الصور التي تأخذ أثناء التظاهرات ، وما يتبعها من تعسف في حق المدنين العزل من فرط القوات الأمنية .
كانت تقوم مجموعة منبرشات في تقصي الحقائق ، لمعرفة هوية كل منتهك جرم ، بالإسم و مكان الإقامة مع كامل تاريخه النضالى . وقد ذهبن إلي أبعد من ذلك ، فقد يكشفن عن زواجه الثانى و إسم الزوجة الثانية ومكان إقامتها الحالي ، وقد تكون الزوجة الأولى ليس لها علم بذالك . كل هذا كان علي المكشوف وفي متناول الجميع علي الفيس . مما سبب رعبا لجهاز الأمن فكانوا يتهيبون هذا القروب .
هؤلاء الكنداكات ، اللائي لقبن بلقب (جهاز أمن الثورة) ، كن من خلال الصورة فقط ، يستطعن أن يتعرفن على هوية كل من إرتكب جرما فادحا ، في حق الثوار والثائرات .
حتي اللائى يزج بهن في السجون ، كان أول سؤال يطرح عليهن ، هل هن من قروب منبر-شات ؟ هل هن طبيبات ؟
تحكى إحداهن عندما أشبعها أحدهم ضربا بلا هوادة ، تفوه زميله في العمل منبها إياه ،
لا تضرب البنات هكذا . باكر حيجبوا صورتك في منبرشات !!
فى ذهول توقف العسكرى عن ضربها ، و إنخرط في سيل لا نهاية له من الأسئلة ، عن هذا القروب ..
من هى رئيسة المجموعة ؟ كم عددكن ؟
يكاد يكون سؤال أنت من منبر-شات
أول سؤال يطرح لكل كنداكة زج بها داخل السجن ، بتهمة إنخراطها في الحراك الثورى .
إستمرت القوة الأمنية متوجسة من هذه المجموعة ، طيلة فترة الحراك الثورى .
في السادس من أبريل ، نظمت مجموعة منبر-شات تظاهرة وموكب فخيم ، إلي القيادة العامة ، كن يرتدين الثوب السودانى الأبيض ، الضارب في العراقة وفي رمزيته للسلام . كن يحملن لافتة بإسم قروب منبر - شات . ما أذهل الجميع .
الثلاثى الثورى/كنداكات بريطانيا :
خلال ثورة ديسمبر المجيدة ، تلك الثورة التي تميزت بالسلمية والنضج والوعي ، الثورة الأنموذج الملهم للجميع .
في بريطانيا كان حضور الكنداكة طاغيا فى كل المواكب والمسيرات ، التي كانت تقام بشكل منتظم ، وترتيب مسبق ، كانت الحشود تجتمع من جميع أنحاء المملكة المتحدة ، لتنفيذ الفعاليات .
عند بدء كل موكب ، كانت الكنداكة متصدرة له . مشعلة جذوته بالشعارات الثورية ، التى تثير الحماس ، وذلك بإلقاء الأهازيج الحماسية .
حيث تفردن في تصدير الشعارات ، التي صادفت هوى في النفوس المتعطشة للحرية ، فكانت كل مفردة يصدرنها ، تلاقي قبول لدى الجميع ، وكيف لا و الكل متعطش وفي داخله ثورة من الكبت . كانت المسيرات متنفس وتعبير
لممارسة حق طبيعى ، والمطالبة بحق الحياة الكريمة .
رفضا للذل والخنوع والهوان ، الذى جثا علي صدور السودانيين لثلاثة عقود عجاف .
.
الناشطة السياسية/الطبيبة/مروة جبريل
حين صدحت الكنداكة / مروة جبريل بشعارات الثورة ، التى لاقت قبولا لدى الجميع ، كان الكل في ثورة حقيقية.
من شعارات الثورة التى إرتبطت بها
شعار :
تسقط .. تسقط .. بس
حكومة الذل تسقط بس
حكومة الجوع تسقط بس
شعار :
تسقط .. تسقط .. بس
حكومة الذل تسقط بس
حكومة الجوع تسقط بس
تسقط ..تسقط بس
***
لحظتها إنتعش الموكب ، إشتد هديره ، و عانق عنان السماء .
المتابع فى اللايف، يجد نفسه وسط الموكب معهن يهتف .
لا يرتد طرفه إلا حين تنتهى إحداهن من أهزوجتها .
يتنسم الفرد نسايم الحرية ، ويعود منتصرا ، راضيا مرضيا .
***
لحظتها إنتعش الموكب ، إشتد هديره ، و عانق عنان السماء .
المتابع فى اللايف، يجد نفسه وسط الموكب معهن يهتف .
لا يرتد طرفه إلا حين تنتهى إحداهن من أهزوجتها .
يتنسم الفرد نسايم الحرية ، ويعود منتصرا ، راضيا مرضيا .
الناشطة السياسية/أ. مها سليمان
شكلت الكنداكة مها سليمان ، حضورا دائما في كل التظاهرات داخل وخارج بريطانيا ، حيث كانت القائدة الحقيقية مع الثوار والثائرات ، لثورة سلمية دفع فيها الشباب أرواحهم فداء للوطن .
كانت حين تصدح بشعار:
يا خرطوم ثورى .. ثورى ..
ضد الحكم الدكتاتورى ..
***
كانت ثورة حقيقية ، الكل إنتقض معبرا عن ثورته المكبوتة ، في تلاحم حقيقي ، سطر دفعا معنويا للكثير من الثوار في الداخل ، و أوصل صوتا عاليا ، للمهتمين بالشؤون الإنسانية من منظمات دولية و غيرها .
ضد الحكم الدكتاتورى ..
***
كانت ثورة حقيقية ، الكل إنتقض معبرا عن ثورته المكبوتة ، في تلاحم حقيقي ، سطر دفعا معنويا للكثير من الثوار في الداخل ، و أوصل صوتا عاليا ، للمهتمين بالشؤون الإنسانية من منظمات دولية و غيرها .
الكنداكة/أ. نهلة
وحين تصدح الكنداكة نهلة
التي تفردت بالأهزوجة الهادرة:
يا ثورة في دمي ..
راجياك من بدرى ..
تحرق حريق الجوف ..
سموك سموك ..
التي تفردت بالأهزوجة الهادرة:
يا ثورة في دمي ..
راجياك من بدرى ..
تحرق حريق الجوف ..
سموك سموك ..
في مطلع الشارع ..
نطعم طفل جائع ..
يا شعب يا رائع ..
زلزل جبال الخوف ..
أحرق حريق الجوف ..
أصولو الطلب معروف ..
حرية بالمكشوف ..
تشتد جذوة الموكب معها ، يتكيف مزاج الثورة .
كن ثلاثى متناغم ، أنموذج للكنداكة الثائرة ، التي إستصحبت معها وعيها ، وكل أدواتها الفنية ، وفى سلمية منقطعة النظير ، لمساندتها للثورة داخل و خارج الوطن .
كن ملهمات بحق وحقيقة ، كن الوجه المشرق للإعلام ، إعلام الثورة الطازج .
الذي لم يدخل في طور التعليب ، وتغيير تواريخ الإنتاج ، والتطبيع .
كان إعلاما مصداقا ، هادفا و تطوعيا .
حيث تفردن في إيصال نبض الثائرات والثوار في داخل وخارج الوطن الي درجة التردن(trend ) .
وقتها إنتبهت المنظمات المساندة لحقوق المرأة ، لما يجري في السودان من حراك ثورى حقيقى ، وبدأت تنتبه لما تقوم به المرأة السودانية من أدوار ، كانوا مندهشين جدا لسلميتها وثقافتها وقدرتها علي التغيير .
إنتبه العالم ، لما يجرى في الشارع السوداني من تغيير حقيقي ، وثمن علي دور المرأة في الحراك الثورى .
فعلا إنها الكنداكة السودانية ، إبنة النور ، قادرة علي إحداث المعجزات ، ضربت أروع الأمثال في الوطنية والتعاضد .
شاعرة الثورة/الطبيبة/مروة بابكر
في أمريكا ، لعبت الطبيبة مروة بابكر دورا بارزا في إيصال نبض الثورة الحى ، كان لكل مشكل يحدث ليعكر سير التفاوضات ، كانت تسطرالقصيد ، لسان حال كل حدث ثورى .
كتبت الشاعرة مروة بابكر أكثر من ستون قصيدة ، حول أحداث ثورة ديسمبر المجيدة .
ذهبت إلي السودان وشاركت في إعتصام القيادة العامة للجيش في الخرطوم ، حيث كان الإعتصام يمثل شكل الدولة المدنية التى يحلم بها الجميع . عبرت الشاعرة في قصائدها ، عن المعاناة التي تعرض لها الشعب السوداني ، إبان فترة ثورة ديسمبر المجيدة .
شاركت في الفعاليات التى كانت تقام ، فترة إعتصام القيادة العامة .
بقايا قصيدة .... من قصائدها :
فتناك يا عازة بعيد ..
لكن جوانا وريد ..
نابض بإسم الثورة ..
وهتافك لسى جديد ..
حرية .. سلام .. وعدالة ..
وطنية بلا تقييد ..
فتناك عشان نبنيك ..
بعرق التعبوا سنين ..
جيناك عشان نبنيك ..
بعرق التعبوا سنين ..
يا يمة الشارع وين ..
وريني الشارع وين ..
أنا ماشة أسدد دين ..
دينك يا وطنى علي ..
تعليقات
إرسال تعليق