التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شاعر و أغنية



إعداد : الأستاذة / عواطف إسماعيل 
لندن    

أغدا ألقاك

كلمات الشاعر : الهادي آدم 
ألحان الموسيقار : محمد عبد الوهاب
غناء : المطربة أم كلثوم  


أغداً ألقاك !
يا خوف فؤادي من غدٍ ..
يا لشوقي وإحتراقي في إنتظار الموعد ..
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا ..
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا ..
وأهلت فرحة القرب به حين إستجابا ..
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا ..
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا ..

أغداً ألقاك !
أنت يا جنة حبي و إشتياقي وجنوني ..
أنت يا قبلة روحي و إنطلاقي وشجوني ..
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني ..
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني ..

كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء ..
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء ..
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء ..
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء ..
فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء ..

أغداً ألقاك !
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر ..
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر ..
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر ..
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر ..
فإرحم القلب الذي يصبو إليك .. 

فغداً تملكه بين يديك ..
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ ..
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى ..
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا ..
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا ..
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى ..

* يعتبر الشاعر السوداني الهادي آدم  ، من أكثر الشعراء السودانيين حظا في الإنتشار ، بفضل أغنية أغدا ألقاك . التي تغنت بها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم .. فمن هو الهادي آدم  إبن الهلالية الذي ذاع صيته و إنتشر في جميع أرجاء المعمورة ؟ 

* ولد الهادي آدم  في مدينة الهلالية عام 1927م... وتخرج في كلية دار العلوم ، بجمهورية مصر العربية  ، حيث حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية  و آدابها .
كما حصل على دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس .، ثم حصل على  الدكتوراة الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان . وعمل في حقل التعليم في مدينة رفاعة ومدرسة حنتوب الثانوية ،  وظل في مجال التعليم  إضافة لإسهاماته  في نهضة الشعر في السودان ،  من خلال الجمعيات الادبية التي كان يشرف عليها قبل وفاته عام 2006 .
ويعد ديوانه(كوخ الأشواق)  ، الذي يعده النقاد من أفضل ما قدم للأدب والمكتبة السودانية في مجالات الإبداع الأدبي 
وتعتبر قصيدته التي كتبها بعنوان ( النيل لن يرحل )  آخر القصائد التي لم تنشر ،  والتي رسم فيها بالكلمات أحلى ذكرياته في حي منيل الروضة التي عاش فيها فترة صباه .
علما بأن النقاد قد صنفوه من أميز الشعراء الكبار على مستوى الوطن العربي . 
في لقاء مجلة صدى الحروف الثقافية ألقى 
الدكتور أبو بكر  الهادي  إبن الشاعر الهادي آدم  الضوء ، على الكثير من جوانب حياة والده الأدبية و الإجتماعية ، التي تميزت بالعطاء وحب الخير  ، إضافة إلى
عشقه العمل في مجال التربية والتعليم . حيث عمل في عدة مدارس في السودان من ضمنها مدرسة الأبيض الثانوية وحنتوب ورفاعة  . كما  ذكرت سابقا  ، ايضا كان 
له إسهام كبير  في مجال المسرح ومن أهم المسرحيات التي قام بتاليفها مسرحية ( سعاد ) .
التكريم :
 نال الشاعر السوداني الكبير ،  الهادي  آدم  وسام العلم والآداب والفنون الذهبي من الدرجة الأولى ، في العام ١٩٨٤ من قبل رئاسة الجمهورية .
كما تم تكريمه في الكثير من البلدان العربية ، في بعض مهرجانات الثقافة مثل القاهرة ، بيروت ، بغداد ، الكويت وبلدان أخرى .
القصائد الملحنة : 
 بالنسبة للقصائد الملحنة ، فقد كان الشاعر الهادي آدم كثيراً ما يقدم نفسه على أنه ليس شاعرا غنائيا . و أن قصيدة أغدا ألقاك لم تكن مقصودة لذات الغرض ،  ولكن لها مناسبة معروفة لدى الجميع  ،   وهي أن الشاعر أحب فتاة من أسرة ثرية غير ان والدها رفض لأن الشاعر كان من طبقة متوسطة ولكن بعد إلحاح من الشاعر وافق الأب على اللقاء ، فنام الشاعر
 أمام بيت حبيبته منتظرا ذلك اللقاء ،  فجادت قريحته بتلك الكلمات التي خلدها التاريخ في صوت أم كلثوم وألحان محمد عبدالوهاب . 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزياء الشعبية السودانية - الزي الرجالي

بقلم / سناءحامد إلياس  تختلف أشكال الزي الرجالي   بإختلاف الأقاليم و المناطق داخل السودان و لكن حديثنا سيكون عن الزي المتداول على أوسع نطاق .                     ( الجلابية  ) تصنع من القماش و هي فضفاضة ذات أكمام واسعة و ذلك لدخول الهواء و التبريد و جيوب على الجانبين و ذات فتحة أمامية و تغطي كامل الجسم بقامة الرجل . تتشابه في كثير من أقاليم السودان و أيضآ الغالب الأعم فيها اللون الأبيض قديما و قماشها قطني . فالسودان كما هو معروف يقع في منطقة حارة تحتاج إرتداء الأزياء القطنية التي تناسب هذه الأجواء . و هناك نوع آخر من الجلاليب  تثبت عليه الجيوب أعلى الصدر و الظهر ، و تبدو الجهتان الأمام  والخلف بنفس  الشكل ، و لهذا حكمة فعندما ينادى للنفير الذي يستوجب سرعة الإستجابة  فيرتديها الرجل بسرعة لتلبية النداء و يكون وضعها صحيحا . و هناك لباس آخر هو :                   (العلى الله) و هي عبارة عن قميص أقصر من الجلابية ،   ومعه سروال يصل إلي أخمص ...

قصة أغنية.. عشرة الأيام

 إعداد/ وصال صالح  تعتبر أغنية (عشرة الأيام) من روائع الغناء السوداني الحديث ومن أجمل الألحان التي قدمها العملاق عثمان حسين مع رفيق دربه الشاعر الفذ عوض أحمد خليفة.. خطوبة شاعر ولعشرة الأيام تحديداً قصص وحكاوي سردها فيما مضى الراحل عوض أحمد خليفة، إلا أن النواة الحسية والمعنوية لميلاد (عشرة الأيام) كانت خطوبة شاعرها من إحدى حسناوات أمدرمان التي أعجب بها إيما إعجاب، وبعد أن تقدم أهل وذوو الشاعر بالخطوبة لتلك الملهمة تم القبول والتوافق بين الأسرتين، إلا أن هنالك مستجدات طفت على السطح وهي سفر خليفة لأوروبا في بعثة عسكرية تأهيلية وقتها أحس أهل المخطوبة بأن ذلك المشروع سيأخذ وقتاً طويلاً يحسب من عمر الفتاة، وبعدها ساقت المقادير الموضوع برمته إلى هاوية الفشل والضياع حتى تقدم أحد أقرباء الفتاة وتمت الخطوبة ومن ثم الزواج وكل ذلك وعوض بأوروبا لذلك قال في بعض أبيات القصيدة (ليه فجأة دون أسباب ومن غير عتاب أو لوم – اخترت غيري صحاب وأصبحت قاسي ظلوم).. ترجمة (لايف) الأغنية كانت بمثابة شاهد إثبات على حساسية عوض الشاعرية العالية وإمكاناته الفنية المهولة فقد كتب الأغنية ولحنها وغناها وهو...

مرثية الشاعر /صلاح أحمد إبراهيم في صديقه الروائي / علي المك

معد المحتوى  / أ.عواطف إسماعيل/ لندن  الشاعر / صلاح أحمد إبراهيم  الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد إبراهيم ينعي صديقه   وصنو روحه البرفسور الروائي القاص والناقد علي المك  ولد علي محمد علي المك في مدينة أم درمان في ١٢ فبراير من عام ١٩٣٧م وتوفي في مدينة نيومكسيكو . تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم وحصل على الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية . الروائي/ علي المك  في هذه القصيدة  نعى فيها البروفسور صلاح أحمد  إبراهيم صديقه علي المك من ديوان (نحن والردي) مدينته الآدمية مجبولة من تراب يتنطس أسرارها واثب العين منتبه  الأذنين يحدث أخبارها هل يرى عاشق مدن في الحبيب أي عيب؟ مدينته البدوية مجبولة من تراب ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها تتباهى على ناطحات  السحاب بحي سما أصله لركاب فاح شذى من "على" حين غاب جرت وهي حافية، في  المصاب تهيل الرماد على رأسها  باليدين تنادي على الناس:  وآحسرتا ويب لي   ويب لي  فقدنا الأديب، فقدنا النجيب، فقدنا اللبيب، فقدنا "على" فقدنا الذي كان زين  المجالس، ز...