إعداد : وصال صالح
إن الإعتداء الجنسي على الطفل عمل مقصود مع سبق الترصد ، و أول شروطه هو إختلاء المغتصب بالطفل ، و لتحقيق هذه الخلوة عادة ما يغري المعتدي الطفل بدعوته لممارسة نشاط معين .
معظم المعتديين جنسيا على الأطفال لهم صلة تربطهم بهم .
يؤكد المعالجيين النفسيين أن أي إعتداء جنسي للطفل ، يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته .
معظم الناس لا يدرون ما يحدث لأطفالهم ، ليس بالضرورة الإهمال منهم ، بل لأن الطفل ربما لم يصارح أحدا بما حدث ، فقد يخاف أو يشعر بالذنب ، فهو لا يعرف أنه برئ أو ضحية .
لماذا يحجم الأطفال عن إخبار الوالدين بواقعة الإعتداء الجنسي ؟
_ الطفل المغتصب يتولد لديه إحساس بالذنب و يحمل نفسه مسؤولية ما حدث له .
_ خوف الطفل من الشخص الذى إعتدى عليه ، في كثير من الحالات يقوم الجاني بتهديد الطفل حتي لا يقوم بإخبار والديه .
_ خوف الطفل من ردة فعل الوالدين .
الآثار النفسية على الطفل المغتصب :
فالرجل ربما يتوحد مع الجاني و يأخذ طريقه إلى الشذوذ الجنسي ، ناهيك عن حالات الخوف والقلق التى تلازمه طوال حياته .
أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها جراء ذلك خوفها من الرجال عموما ، و الرهبة دون أسباب واضحة
والخوف من المستقبل والعلاقة الحميمة عند الزواج .
عقوبة الإغتصاب
سمى الله هذه الجريمة بالفاحشة ، و الفواحش من أكبر المحرمات .
و لما في هذا العمل من القبح و مخالفة الفطرة ، و ما ترتب عليه من التحريم ، جاءت العقوبة عليه شديدة في الشريعة .
قال تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم )
سورة المائدة الآية 33
الآثار النفسية للطفل :
أكد باحثيين نفسيين أن الطفل الذي يتعرض للإغتصاب ، سيعاني من الإضطراب والخوف والشعور بعدم الأمان فور خروجه من الصدمة ، و لن يعود إلى حالته الطبيعية، بل يدخل في حالات إكتئاب و قلق كما أنه سيتعرض لنوبات ألم حادة ، و لا شك أنه سيفيق في ساعة متأخرة من الليل على وقع الكوابيس التى رآها في منامه و الأصوات غير الموجودة التى تتردد بأذنيه و قد يصاب بمرض إزدواج الشخصية ، الذي إما سيجعل منه مجرما أو قد يجره إلى الإنتحار عند البلوغ .
جريمة إغتصاب الطفلة زينب:
زينب طفلة لم يتجاوز عمرها التسع سنوات ، تعرضت للإغتصاب المتكرر من إبن الجيران و ١٣شخصا آخرين .
قال ياسر والد الطفلة ، أن إبنته طلبت منه الإقامة معه ، ( هو والدتها منفصلين )
لاحظ ياسر شرود إبنته المتكرر ، مع حالات توتر تنتابها بين الفينة الأخرى ، و عدم رغبتها في الأكل .
روت زينب إنها كانت تذهب إلي جيرانهم للعب مع بنت الجيران ، كان يأخذها أخ البنت إلى غرفة في المنزل و إغتصبها ، عندما علمت والدة المغتصب بالأمر، طلبت منها ألا تخبر أحدا بل و قامت بتهديدها إن فعلت ذلك .
بعد أن أكد الطبيب الشرعي تعرض زينب للإغتصاب ، إتخذ والد الطفلة الإجراءات القانونية ، و قام بفتح بلاغ ضد ١٧متهما من بينهم أقارب الطفلة .
مطالبات بالقصاص :
تجمهر ناشطون و قانونيون أمام وزارة العدل السودانية في الخرطوم ، مطالبين بإعدام المدانين في حوادث الإغتصاب في ميدان عام .
كما شارك والد الطفلة في الوقفة الإحتجاجية و قدم مذكرة لوزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري ، قال ياسر لخمسة شهور طرقت مراكز و أبواب النيابات لأستعيد حق إبنتي ، مطالبا و زير العدل بالقصاص لها .
شاركت الطفلة زينب في الوقفة الاحتجاحية وناشدت و زير العدل بالقصاص لها .
قانون حماية الطفل ٢٠١٠
يعاقب القانون الجنائي السوداني ، مغتصبي الأطفال و الجرائم الجنسية بالإعدام و السجن مدى الحياة .
إن وضعية ما بعد الإغتصاب للطفل لا تقل ألمه عن ، لحظة الإغتصاب ذاتها ، لذلك وجب على الأسرة الإحاطة بالطفل المغتصب ومساعدته على تخطي و نسيان ما عاشه ، بالرعاية و التفهم و التأطير و عرضه على الطبيب النفسي .
تعليقات
إرسال تعليق