إعداد: فيصل أحمد
باتت العصابات المتفلتة تشكل هاجسا أمنيا كبيرا ، ليس على مستوى العاصمة الخرطوم فحسب ، بل على مستوى جميع ولايات السودان ، فماهي الأسباب و المسببات التى أدت إلى إلى تفاقم نشاط هذه العصابات .
هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا التحقيق:
منذ العام ٢٠١٠م بدأت جهات مجهولة تعد و تنظم تلك العصابات و تدعمها لغرض القيام بهجمات و أعمال شغب تهدف لتفتيت الأمن بالبلاد وخلق زعزعة في إستقرار أمن المواطن .
حيث كانت تقوم بشن هجمات جماعية على المواطنين ، و تستقل مواتر لتنفيذ عملياتها، من سلب و نهب .
عصابات النقرز :
إبان أحداث سبتمبر ٢٠١٣م ، ظهرت عصابات النقرز بإعداد كبيرة ، و إستغلت هذه العصابات الأوضاع الغير مستقرة وقتها ، و إنتشرت بصورة كبيرة في العاصمة ، و قامت بأعمال سلب و نهب لكثير من المحال التجارية و الصيدليات و الصرافات الآلية ، فتمكنت السلطات الأمنية وقتها من تفريغ الوقود من كل الطلمبات حتى لا تحدث خسائر في الأرواح ، و قامت هذه العصابات بحرق طلمبات الوقود و تخريب و نهب و حرق مؤسسات حكومية و أحداث شغب و قتلت عدد من المواطنين و روعت الكثيرين .
و في الآونة الأخيرة ظلت عصابات النقرز تمثل هاجسا أمنيا للمواطنين و السلطات حتى وقت قريب .
و ترتكب هذه العصابات جرائم النهب الجماعي و الترويع خصوصا في أعقاب إخلاء السجون بسبب جائحة كورونا من محكومي و مداني في قضايا جنائية .
و في إطار الإجراءات الإحترازية من قبل السلطات الحكومية لمجابهة الوباء الذي إجتاح العالم أجمع ، ما فرض على السلطات السودانية تخفيف الإزدحام في السجون بإطلاق صراحهم .
و مصدر المخاوف هو أن أفراد عصابات النقرز الشهيرة يشكلون عدد كبير من المفرج عنهم ، و تخشي السلطات من معاودة نشاطهم الإجرامي من جديد .
بالرجوع لتاريخ تلك العصابات وجد إنها
تتشكل من يافعين و مراهقين و تتورط في أعمال نهب و تخريب و إضطرابات أمنية و هي عصابات منظمة و عنيفة تستخدم في تنفيذ عملياتها كل أنواع الأسلحة ، و تخصصت في السطو و النهب المسلح .
و غالبا ما تتحرك في مجموعات ، و لديها أسلحة نارية و أخرى بيضاء كالسواطير و السكاكين التي يغلب استخدامها في الغالب الأعم في تنفيذ جرائم السرقات و النهب .
عصابات "الشيفتة"
برز اسم "عصابات الشيفتة الإثيوبية " خلال الصراع القديم المتجدد بين السودان وإثيوبيا على منطقة الفشقة الحدودية .
وعلى مدار العقود الماضية نسب إلى هذه المجموعات عدة جرائم ضد سودانيين بالمنطقة تراوحت ما بين القتل والخطف والسرقة .
ما هي "الشيفتة"؟
يقول الباحث السوداني محمد الطيب إن "الشيفتة" هو مصطلح يستخدم في جميع أنحاء شرق إفريقيا (القرن الإفريقي) للإشارة إلى المتمردين أو المسلحين أو اللصوص،
"الشيفتة تعني قطاع الطرق أو النهب المسلح على غرار الجنجويد في دارفور".
كما أن للمصطلح مفهوما آخر إيجابيا ويعني "ثوري"، وفقا لموروث محلي قديم يصور الشيفتة وكأنهم جماعات تكافح من أجل نظام اجتماعي أو قضية سياسية محددة، ويقال إنهم كانوا رمزا للمقاومة ضد الإيطاليين.
وفي ديسمبر الماضي، سيطر الجيش السوداني على أجزاء واسعة من منطقة الفشقة الحدودية بعد طرد "الشيفتة" منها. وردت عصابات الشيفتة بنصب كمائن وعمليات كر وفر أسفرت عن مقتل عسكريين ومدنيين.
وعادة ما تكثر هجمات "الشيفتة" خلال موسم الحصاد، وجرائمهم تتراوح بين القتل وسرقة المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، فضلا عن إختطاف أفراد بغرض الحصول على فدية .
يقول خبراء علم النفس أن مثل هذه الجرائم تحدث بسبب تراكمات نفسية ، حيث وجد أن معظم أفراد هذه العصابات مشردين يعيشون في المجاري و الشوارع الفرعية . و عقب بلوغهم و تقدمهم في العمر قرروا الإنتقام من المجتمع ، و هم من الجنسين فتيان و فتيات يدينون بالولاء لبعضهم البعض و من الصعب أن يدلي أى فرد منهم بمعلومات حول تنظيماتهم ، كما أن لديهم قوانين صارمة تحكمهم كجماعات .
من واجبات وزارة الداخلية متمثلة في الشرطة أن تمنع وقوع جرائم هذه العصابات ، بموجب إجراءات القانون الجنائي ، إلا أنه يلاحظ وجود تراخي في منظومة الشرطة تجاهها مما يتسبب في زعزعة أمن المواطن .
تعليقات
إرسال تعليق