التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دفتر أحوال ... الأطفال مجهولي النسب

 

إعداد: وصال صالح 


في دفتر أحوال الإنسان  ، هنالك صور واقعية مؤلمة لا تمت إلى الإنسانية بصلة  ، تكتظ دار المايقوما سنويا  بأعداد لا تحصى من الأطفال حديثى الولادة مجهولي النسب  .

أطفال أتوا  إلى الحياة عن حين  غفلة أم و أب  بفرط شهوة و وقوع مروع في براثن الحب الكاذب و غادرا  أدورها الإنسانية باكرا ، عندما إستيقظ ضميرهما .

تعاني  الأم السابقة لدورها  وهن  و آلالام الحمل  الغير شرعي  ،  وتوؤد كل أحلامها  ، و حين تعلم الأب البيولوجي الغير الشرعي لطفلهما ،  يتخلى عنها في أول منعطف إنساني يتنكر لها  فتسقط السقوط المروع  ، تجد نفسها في ورطة حقيقية ، بين ليلة و ضحاها يتحول حبيبها إلى عدوها  اللدود و يتملص من جلباب الحب  الكاذب  معلقا إياه في أقرب شماعة تقابله .
تبدأ الجريمة بتهديد  الحبيبة  إن أخبرت  أحدا بما جرى بينهما ، قد يقف  معها فقط  في جريمة التخلص   من سوءتهما .
ليتحولا  إلى مجرمان إلى درجة قف ، عند استيقاظ  الضمير  ، و يحسبان حساب  للمجتمع بعد فوات الأوان .
يؤتى  بهؤلاء الأطفال حديثي الولادة إلى دور الإيواء بواسطة عابري السبيل الذين يجدونهم مصادفة في الطرقات و الأزقة و الخيران و مناطق مكب النفايات  .
بعضهم تنهشهم الكلاب و القطط الضالة ، أغلبهم قد فارق الحياة بهذه الطريقة الموحشة .
هنا في الدور التي تعتني بهم تبدأ قصص حياتهم ، لكل طفل قصة مجهولة التفاصيل .
طبيب الأطفال فى دار الإيواء:

طبيب الأطفال في دار المايقوما يقول : تستقبل الدار يوميا طفل أو طفلين و في الشهر حوالي ٥٠ إلي  ٦٠ طفلا ، يتوفى منهم حوالي ١٥ في المائة  أو  ٣٠ في المائة ،  و معظم الأطفال عند دخولهم المستشفى تكون أوزانهم ناقصة ، و أوضاعهم الصحية سيئة ،  المشكلة التى يواجهها الأطباء هي عدم معرفة تاريخهم المرضي ، و أوضاعهم أثناء الحمل و التي غالبا ما تكون سيئة .

خطورة على المجتمع و الأفراد
من ناحية الأفراد ستؤثر هذه المشكلة في البناء النفسي للطفل مجهول النسب ، لأنه يشعر بظلم أبويه حينما تخليا عنه في فترة كان  أحوج ما يكون لعطفهما و رعايتهما و حبهما ، مثله في ذلك مثل أي طفل آخر  ، و  بالتالي سيشب ناقما على المجتمع و على نفسه ، و لن يتورع عن الانخراط في الإنحراف بأي شكل من الأشكال  .

إلي من ينسب مجهول النسب ؟
أول حجر عثرة تقف في طريقهم هو عدم حصولهم  على الأوراق الثبوتية ، مما يعرقل مسيرة حياتهم .
خصوصا فيما يتعلق بالزواج و الحياة الإجتماعية في المجتمع . بالرغم من الإقبال الكبير من أسر موافقة على حضانة مجهولي النسب و رعايتهم ، إلا أن النظرة السلبية لهم تجعل من النادر إن لم يكن من المستحيل قبول الزواج من شخص مجهول النسب .
تظل إشكالية عدم معرفة الآباء البيولوجيين لمجهولي النسب ، حجر عثرة لهم و هذا يضعهم في مواقف يحسدون عليها .
هؤلاء الأطفال مثلهم و باقي الأطفال لهم الحق في في التعليم و الصحة و الحياة الإجتماعية و كل سبل الراحة ، حتى تتحقق أهدافهم و رغباتهم وطموحاتهم المستقبلية   .

يجب  أن يتعامل معهم المجتمع بوعي ، و ألا يشعرهم بالنقص و أن يمنحهم الثقة و الأمن اللازمين ليستمروا بالعيش ، و يواجهوا تحديات المجتمع  .

واجب السلطات :

يجب على السلطات التشريعية سن قوانين و وضع آليات مراقبة تنفيذية لضمان حماية الأطفال بجانب توفير أفضل الخدمات لهم ليشبوا ضمن بيئة صحية و نفسية سليمة ، ليسهموا في بناء و تنمية مجتمعهم . 










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهودج ( الشبرية )

إعداد : أ. ماريا عبدالله   أ.علوية كرم الله  الهودج أو الشبرية :                                        هو / هي عبارة عن منزل مترحل أوغرفة صغيرة علي ظهر الجمل"الإبل"  أو الثور أو الفيل عند الهنود . يصنع من الأقمشة القوية"السميكة" الملونة بالألوان الزاهية .ويشد علي أعواد قوية ويربط علي سرج الإبل أو الثور .  ويستخدم عند العرب الرحل مثل البقارة أو الأبالة في كردفان  (غرب السودان) ، يستخدم لحمل النساء والأطفال وكبار السن داخله لحمايتهم من تقلبات الطقس المختلفة ويوفر لهم الراحة من طول الطريق والتنقل من منطقة إلى  منطقة أخرى ، كما يستخدم في ترحيل  العروس ، و عادة ما يكون مغلق بالكامل .  وفي الماضي إستخدم في  الحرب كما حملت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها ذكر في قصة الإفك .    يصنع الهودج  من حطب شجر الشحيط ،  يتم ربطه بجلد الإبل ، المفارع والجربان والظبا وايد القايقة والوسادة .  وتختلف تسميته عند العرب البدو يسمي المركب ا...

🎸وتريات 🎸 آلة الطمبور🎸

🔹️ إعداد  : أ. نجاة سعيد  آلة موسيقية شعبية وحدت الوجدان السوداني بأنغامها الدافئة . من بين جميع الآلات الموسيقية التي يعرفها السودانيون يبرز الطمبور كآلة وترية تمكنت ، على بساطتها، من أن تعبر عن وجدان السودانيين وتدلل على ذوق موسيقي رفيع ؛ تعكسه لقاءات الأهل والأصدقاء للإستماع لعزف الطمبور بالسلم الخماسي الذي إشتهر به موسيقيو السودان. ويعتبر الطمبور من أشهر الآلات الموسيقية الشعبية المنتشرة في السودان ، ويعتمد في صناعته على مواد من البيئة المحلية ، وإحتلت موسيقاه حيزا كبيرا من الساحة الفنية خاصة في الآونة الأخيرة . ورغم الإنطباع السائد أن مناطق شمال السودان هي مناطق إنتشار الطمبور ، إلا أننا في الواقع نجده حاضرا في كافة أنحاء البلاد بما فيها الجنوب الذي أصبح دولة قائمة بذاتها بعد إنفصاله عن شمال السودان ، الشيء الذي أعطى هذه الآلة تميزا واضحا دون الآلات الأخريات ، مما يجعلنا نراها ، أيقونة لتوحيد وجدان السودانيين بتنوعهم العرقي والثقافي والجغرافي . ​ويقول الباحث السوداني في فن الطمبور، عبد الرحمن الحسينابي ، لوكالة "سبوتنيك"، "وفقا للمعاجم العربية ترجع بدايات ...

بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت .. الشاعر و الدبلوماسي/ محمد المكي إبراهيم

إعداد أ.عواطف إسماعيل  مؤسس مجموعة الغابة و الصحراء الشاعر و الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت ... يعتبر الشاعر والدبلوماسي  / محمد المكي إبراهيم من أبرز مؤسسي مجموعة الغابة والصحراء ، التي ترمز إلى الإنتماء العروبي والأفريقي ، ويعتبر المكي أن مدرسة الغابة والصحراء تعتبر حلا لجدل الإنتساب الذي شغل السودانيين كثيرا خصوصا وأن البعض يرى أن السودان بلدا عربيا في ما يرى البعض الآخر انه بلد أفريقي . ولد الشاعر الدبلوماسي الذي غادر هذا المجال بعد صعود ثورة الإنقاذ إلى سدة الحكم ، في مدينة الأبيض بغرب السودان عام ١٩٣٩م . وتخرج في كلية القانون بجامعة الخرطوم ، ليلتحق بعد ذلك بوزارة الخارجية التي عمل بها لثلاثين عاما ، ثم تركها ليهاجر ويستقر به الحال في الولايات المتحدة الأمريكية . نال محمد المكي إبراهيم العديد من الجوائز ، أهمها وسام الآداب والفنون عام ١٩٧٧م ، كما ترجمت دواوينه إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية . وقد صدرت له أربعة دواوين شعرية هي : * (أمتي)  ١٩٦٨م * ( بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت) عام  ١٩٧٢م   * ( يخت...