التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإبداع الروائى العربي المتنازع ... بين التراثين الآفروآسيوي و الأفروأطلسي

 إعداد: وصال صالح 

ورقة عمل ... جائزة الأديب الطيب صالح للإبداع الروائي 

في تناوله للإبداع الروائي العربي المتنازع يقول إبراهيم إسحق: 

رؤيتي لمسألة التراثين الأفروآسيوي و الأفروأطلسي هو التراث كموروث حضاري للأمم . 

ابدأ بأن أركز على أنه أنا  لما  نظرت للأفروآسيوي و الأفروأطلسي  

نظرت لهم كحضارتين 

مختلفتين  ، إسترعوا بشدة في المجال الإفريقي ، و لأن المجال الإفريقي يضم شمال أفريقيا العربي و شرق أفريقيا العربي  لحد ما نصل إلى منطقة موزمبيق ، الحضارة الإسلامية إنتشرت في هذه المناطق و تركت أثرا كبيرا في مفهوم الحياة عند الناس .

وضعت في المقابل 

التأثير الحضاري الأوربي على المناطق الباقية من أفريقيا خاصة الغرب الأقصى من أفريقيا و وسط أفريقيا و جنوب أفريقيا .

رأيت أن العلاقات الحضارية بين القارات الثلاث المكونة للعالم القديم ، ظلت تتأرج بين الإحتدادي  و السماحة منذ الألفين قبل الميلادي .

طيلة الفترة دي المعارك  التي تستحوذ على الناس موجود .

في تلك الأزمان يخطف الفينيقيون الآسيويون ممتلكات و نساء الإغريق ثم يرد عليهم الإغريق بعد حين بأنه يخطفوا نساءهم .

و ينشىء الأغارقة مستوطناتهم بدلتا النيل ، ثم يحكم الهيكسوس الآسيويون لقرون في مصر .

و هذه الحالات المتجددة تلعب دورا مركزيا في التطوير الحضاري الإنساني .

طويل الأمد حتى حلول عصر الكشوف الجغرافية الأوربية في القرن الخامس عشر الميلادي.  الفاصل الرئيسي هو نهاية القرن الخامس عشر الميلادي و بالذات ١٤٩٢م ، عندما بدأت الكشوف الجغرافية إنتشرت أول ما إنتشرت من غرب أفريقيا ثم الساحل الغربي لأفريقيا ، ثم من الجنوب ثم إنتشرت و حجزت على الحضارة الآسيوية من أنها تأثر  على الأفارقة . 

فأصبح في وضع جديد ، نستطيع ملاحظة العلاقات التجارية و الحروبات بين أهل  القارات الثلاث مع الهجرات المحدودة و الوسيعة و هى تؤدي إلى التداخل المعرفي و التلاقح  الثقافي بين قاطنيها  .

و من أعماق الهويات المركبة لساكني هذه القارات .

تطلع التصورات الأدبية و الفنية المتلاحقة لأكثر من ٤ آلاف عام .

و حين نتحدث عن الرواية العربية  الأفريقية  فنحن  نحدق في هذا العمق الزمني السحيق لنتبين الترسيبات التى تركتها آسيا و أفريقيا و أوربا في و جدان المبدع الحالي المتشكل من كل  تلك  العناصر .

لهذا  تستهل الورقة بتفصيل يشرح تلكم الخلفيات ثم نقرر كون الإبداع الإفريقي باللغة العربية في حيز السرد لا تتضح ملامحه إلا من خلال المقارنة المتكررة بينه  (النصوص العربية) و  بين السرد الروائى الأفريقي  المكتوب باللغات الأوربية كالانجليزية و الفرنسية و البرتغالية ، الأمر مثل ذلك لتساعدنا المقارنة في تجلية الرؤية حول التنازع بين التراثين الآفروآسيوي و الأفروأطلسي معبرا عنه بالإنتاج المنتقى هاهنا ل ٢٠ من الروائيين الذين سنعالج أعمالهم بوجازة . 

القسم الأول من هذه الورقة المكمل للإستهلال  يقدم الشواهد على  أن الرواية الأفريقية المكتوبة بالعربية تسند ظهرها إلى تراث حضاري قديم  منقول بالإزدواج الكتابي و الشفهي ،  لكن الرواية الأفريقية المكتوبة باللغات الأوربية غالبا ما تنبع من التراث الشفهي القبلي .

و تتأثر جماليا و معنويا بالتراث  الأوربي حديث الدخول إلي  المدارس و إلى منابر الإعلام الأفريقي . لأنه الكاتب الأفريقي عندنا منه عشرات و مئات الأعمال الروائية

و القصصية ، ما تعلم كيف يكتب الرواية و القصة القصيرة إلا بعد ما دخل المدارس الأوربية و تعلم لغة الأوربيين ، ثم قرأ النصوص التى وصلت له من الأدب العالمي من خلال هذه اللغات الأوربية ثم أصبح يقلد  ما أمكن هذه النصوص ،  

و بالتالي توجد  فجوة بينه و بين تراثه الشفهي  .  فهو يعبر بلغة جديدة و أنماط جديدة عن شعبه ، لكن من خلال وضعية تختلف  جدآ عن المناطق الموجودة في شمال أفريقيا خاصة المتأثرة بالحضارة العربية . 

يبدأ بصور الإستلاب الإستعماري في الرواية الأفريقية ثم يذهب للتفتيش عن سبل العودة بعد  الاستعمار إلى الهوية الأفريقية الصالحة . 

هل ستكون هذه العودة إلى الهوية بالإرتكاز في إرث  الأسلاف ؟ أم ببناء هويه جديدة تأخذ بطرف من النافع و المناسب لها في تراث و جديدالقارات الثلاث ؟

هذا يعني أن هناك خيارين للأفارقة عموما : إما  إنه يرجع بعد الإستقلال  إلى تراثه السابق أو  يركب شكل جديد لشخصية حضاريةتحمل  هويته الآن . 

و أخيرا نفكر في ترسيبات أفريقية أفرو آسيوية  ، وقد تجنبنا الظلم الواقع علينا من المركزية الأطلسية  .

كل الكتاب الأفارقة يرفضون الإستعمار و عند التطرق لهذه المسألة يتبارون في السرد الدقيق لمظاهر  الظلم الواقع من الإستعمار على الأهالي المستعمرين ،  و تصور هذه المظاهر أحيانا على شكل سرد مباشر للعنت البشري الأفريقي ، كما في روايات الجزائري 

محمد ديب  (ثلاثية البيت الكبير ) التى كتبت بين ١٩٥٢ _ ١٩٥٨م  و إزافيلم فليب الجنوب أفريقي في رواية ( النزول إلي الشارع ) سنة ١٩٥٩م ، و السنغالي  عثمان سنبيل  في رواية ( حق الله في الغابة ) التى كتبت في سنة ١٩٦٠ م .

و الكيني نقوقي واسيني في رواية  ( لا تبكي يا طفلي ) التي كتبت ١٩٦٤م .

و أخيرا إسماعيل مبايث  التنزاني  في رواية ( دماء على أرضنا ) التي كتبت سنة  ١٩٧٣م  . و من جانب آخر يتخذ  الإزدراء التفوق الإستعماري المزعوم حضاريا ، شكلا مغايرا هو جنوح البطل الإفريقي أو الآسيوي نحو الإنتقام من أوربا الاستعمارية ، عن طريق إزلالهم بفحتولته ،  و خير الأمثلة لدينا نجدها عند الطيب صالح في (موسم الهجرة إلي الشمال ) التى كتبت سنة  ١٩٦٦م ، و عند  الجزائري مولود فرعون في رواية ( الأرض و الدم ) التى كتبت في سنة  ١٩٥٣م  ، و عند  الجزائري كاتب ياسين في 

رواية (نجمة ) التى كتبت في سنة ١٩٥٦م  و عند  السنغالي عثمان سمبين في روايته ( يا 

بلدي يا شعبي العظيم ) التى كتبت ١٩٥٧م  . 

سؤالات الهوية:

نحن لا نعرف رواية عربية معتبرة تسوق  للعودة إلى حياة الأسلاف بحذافيرها ، لأن الإسلام وضع فاصل بمبادىءه بين التراث القديم و ما بين الوضع الجديد ، لكن الخيار بين الرجوع إلى تراث الأسلاف أو بناء هوية جديدة مركبة  ، يظل شاغلا عند  مثقفي الكتلة الجنوبية من غرب أفريقيا و بوسط افريقيا ، و شرقها و جنوبها هنا و هناك ، كان قدوم الإستعمار  منذ القرن الخامس عشر الميلادي و ما بعده يعطل تجذر الحضارة الإسلامية و تغلغلها في تلك المناطق .

ليوبولدسلاغ سنغل و قلة من الطلاب الأفارقة في أوربا في الأربعينات من القرن العشرين ، كانو يعملون لصالح بناء الهوية الأفرو أوربية حسب تصورهم ، لكن كتاب  الخمسينيات و ما بعدهن من الأفارقة ينفضون أيديهم عن حركة الزنوجة و يتجهون نحو صناعة هوية تمزج بين المكونات الحميدة في تراث أسلافهم و بين أفضل ما يرونه لدى  الأوربيين من مناهج الحياة ماركسية أو ليبرالية ،  الحقيقة معظم الروايات كانت هي يا إما  البديل  ماركسية أو ليبرالية يعنى علمانية غربية أو الرجوع إلى تراثهم .

الجزائريون و السنغاليون و الغينيون بخلفياتهم الحضارية الإسلامية ، يشتاقون لحياة تحافظ على فضايل تراثهم ، و تدين سوالفهم كالشغوذة و الكهانة و السحر و أضرارها. 

و روايتا الغيني كمارالي ( الطفل الأسود ) 

كتبت في ١٩٥٤م و ( رؤية الملك )  ١٩٥٥م مع رواية الجزائري مالك حداد المسمي ب ( الطالب و الدرس ) ١٩٦٠م  ، هي أمثلة مناسبة للشعور بالهوية الحضارية الأفروآسيوية مع الأنفة ، أنت تقرأ في الرواية تشعر ب الأنفة بتاعت الإنتماء لهذه الهوية ، حتى في أوضاع ضياعها بالاستلاب الإستعماري لكن كتاب من نيجيريا مثل شنواتيبي و الشاامادي ، في الكميرون مثل منقابيت و فرناندي اويونو،  و من كينيا مثل نقوقوواسي نيقو هؤلاء تذخر رواياتهم بالحنين إلى دياناتهم الأرواحية و تمتلىء بالتسخط من العنصرية الإستعمارية و الكنسية البيضاء بلغتها و توابعها كلها و تتشبع بالاماني الطوباوية لمجتمع يتم  إنقاذه عبر حسن ظنهم في الجدلية الماركسية أو في الليبرالية.  و كذلك نلاحظ تغول الحضارة الأفرواطلسية على ثوابت الحضارة الإسلامية في شمال أفريقيا. 

يحمل الناقد الاكاديمي المصري ، محمد يحي بقوة على رواية مواطنه النوبلي نجيب محفوظ (أولاد حارتنا )الاي كتبت سنة ١٩٥٩م ، لأنها في نظره تهجر  تضمين الأفكار المتعارضة في بنيات الشخصيات المكتملة النمو كما في أجزاء رواية (الثلاثية) ثم يستخدم محفوظ الرمزية الميتافيزيقية للانتصار  للفكرة الفلسفية الأطلسية التى تتوج العلم التجريبي بديلا عن الدين و الموقف عينه يتكرر منحاه في نقد  عبد النبي حجازي في لرواية  الطاهر و الطار ( عرس بغل ) التي كتبت سنة  ١٩٧٤م .

أنا هنا عرضت فقط أفكار النقاد عن ( أولاد حارتنا ) 

و ليس هذا موقفي و إنما موقف بتاع  ناس بقولوا إنه يعني الإنتقال من تصوير الشخصية المكتملة و تضمينها الأفكار إلى الرمزية الميتافيزيقية إلي أنه شخصية تمثل نبي أو كدا إلي آخره،  اضرت برواية (أولاد حارتنا )كما يقول الأستاذ الدكتور محمد يحى .

خيبات ما بعد الاستقلال : 

لا يختلف المراقبون المصفون حول خيبة الأمل للقيادات الأفريقية المتوالية لشؤون بلادهم بعد  الاستقلال ، فالعجز الفكري والفساد السياسي و المالي و التبعية بشتى الاعاذير للأطالسة شرقا و غربا ، يظل ساىدا في أغلب  المستعمرات الأفريقية التى تحررت ،  و الأمثلة الروائية التي نستعرضها لبيان هذا الفشل و الاهدار ، تدين من بلاد  أبطال البلاد المشاهير مثل عبد الناصر و جومي كنياتا و كوماني نكرو  ، نجيب محفوظ أفصح عن خيبة الأمل هذه  في رواية (صرصر على النيل)  التى كتبت سنة ١٩٦٦م ، و الكيني نقوقو واسا ينقو شرحها في رواية (حبة قمح)  التي كتبت سنة ١٩٦٧م ، و النيجريان شنواتيبي و النوبلي  ولو سوينكا أوضحاه في روايتهما( لم تعد ثمة  راحة) سنة١٩٦٠م   و( رجل الشعب) سنة ١٩٦٦م لاجيفي  ، و(المترجمون) سنة ١٩٦٥م ل سوينكا  .

و كذلك يفعل الغاني إي كوي أرما في روايته (الوسماء لم يولدوا بعد )

و هذه  كتبت سنة ١٩٦٨م بعدما غادرا نكروما غانا ،

فكأن التراث السياسي الإفريقي الأصيل أو  التراث الأفرواسيوي أو التراث الأفرواطلسى كلهم لم يسعفوا المثقف المسؤول في أفريقيا بعد الاستقلال ولم ينيروا له سبيلا لافادة أمته .

أنا نظرت  أن الأفارقة و الاسيويون مظلوميين جدا في قضية الجوائز العالمية .

فقلت إنه  المركزية الأطلسية،  تبخس  الإبداع الأفرواسيوي،

  فرض على الأطالسة على العالم بعد القرن الرابع عشر الميلادي ، معايرهم لجودة الإبداعية .

و قد تربعت الجوائز الأطلسية،  خاصة نوبل للآداب ،  منذ ١٩٠١م ، على موازين التقييم الأدبي العالمي و لما لم تعد اللغة تمثل حاجزا بين الشعوب بتوفر الترجمات ،  فلا نرى منطقا في أن يفوز الأطالسة الشرقيون و الغربيون ب ٩٠ / من جوائز نوبل للآداب من ١٩٠١م إلى  ٢٠٠٠م ، بينما توزع الجوائز  الباقية على شعوب العالم الأطلسي ، فالخالق يقسم ملكات الإبداع  سواسية بين كل الأعراق و الثقافات .

و المخرج

الذي نراه لإنصاف و تحفيز المبدع الأفرواسيوي  ، هو أن  تطور الحضارة     الأفرواسيوية تلك المحاولات الرائدة التى يبدأها الخليجيون من أسرة الملك فيصل آل سعود و ال البابطين و ال العويس بجوايزهم الطموحة،  التى لم تستطع أن تنافس نوبل يطورها لأجل إعطاء الجوائز الأفرواسيوية المستهدفة ، نفس المستوى للتألق المتوفر لدى نوبل للآداب  ماليا و إحتفاءيا و إعلاميا ليحصل نوع من التوازن الحضاري ما بين الحضارة الغربية و الحضارة الشرقية و بذلك وحده يجد المبدع الأفرواسيوي مكانة للا نتصاف لعمله و التقدير لطموحه و التقييم اللائق بكفاحه .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهودج ( الشبرية )

إعداد : أ. ماريا عبدالله   أ.علوية كرم الله  الهودج أو الشبرية :                                        هو / هي عبارة عن منزل مترحل أوغرفة صغيرة علي ظهر الجمل"الإبل"  أو الثور أو الفيل عند الهنود . يصنع من الأقمشة القوية"السميكة" الملونة بالألوان الزاهية .ويشد علي أعواد قوية ويربط علي سرج الإبل أو الثور .  ويستخدم عند العرب الرحل مثل البقارة أو الأبالة في كردفان  (غرب السودان) ، يستخدم لحمل النساء والأطفال وكبار السن داخله لحمايتهم من تقلبات الطقس المختلفة ويوفر لهم الراحة من طول الطريق والتنقل من منطقة إلى  منطقة أخرى ، كما يستخدم في ترحيل  العروس ، و عادة ما يكون مغلق بالكامل .  وفي الماضي إستخدم في  الحرب كما حملت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها ذكر في قصة الإفك .    يصنع الهودج  من حطب شجر الشحيط ،  يتم ربطه بجلد الإبل ، المفارع والجربان والظبا وايد القايقة والوسادة .  وتختلف تسميته عند العرب البدو يسمي المركب ا...

🎸وتريات 🎸 آلة الطمبور🎸

🔹️ إعداد  : أ. نجاة سعيد  آلة موسيقية شعبية وحدت الوجدان السوداني بأنغامها الدافئة . من بين جميع الآلات الموسيقية التي يعرفها السودانيون يبرز الطمبور كآلة وترية تمكنت ، على بساطتها، من أن تعبر عن وجدان السودانيين وتدلل على ذوق موسيقي رفيع ؛ تعكسه لقاءات الأهل والأصدقاء للإستماع لعزف الطمبور بالسلم الخماسي الذي إشتهر به موسيقيو السودان. ويعتبر الطمبور من أشهر الآلات الموسيقية الشعبية المنتشرة في السودان ، ويعتمد في صناعته على مواد من البيئة المحلية ، وإحتلت موسيقاه حيزا كبيرا من الساحة الفنية خاصة في الآونة الأخيرة . ورغم الإنطباع السائد أن مناطق شمال السودان هي مناطق إنتشار الطمبور ، إلا أننا في الواقع نجده حاضرا في كافة أنحاء البلاد بما فيها الجنوب الذي أصبح دولة قائمة بذاتها بعد إنفصاله عن شمال السودان ، الشيء الذي أعطى هذه الآلة تميزا واضحا دون الآلات الأخريات ، مما يجعلنا نراها ، أيقونة لتوحيد وجدان السودانيين بتنوعهم العرقي والثقافي والجغرافي . ​ويقول الباحث السوداني في فن الطمبور، عبد الرحمن الحسينابي ، لوكالة "سبوتنيك"، "وفقا للمعاجم العربية ترجع بدايات ...

بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت .. الشاعر و الدبلوماسي/ محمد المكي إبراهيم

إعداد أ.عواطف إسماعيل  مؤسس مجموعة الغابة و الصحراء الشاعر و الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت ... يعتبر الشاعر والدبلوماسي  / محمد المكي إبراهيم من أبرز مؤسسي مجموعة الغابة والصحراء ، التي ترمز إلى الإنتماء العروبي والأفريقي ، ويعتبر المكي أن مدرسة الغابة والصحراء تعتبر حلا لجدل الإنتساب الذي شغل السودانيين كثيرا خصوصا وأن البعض يرى أن السودان بلدا عربيا في ما يرى البعض الآخر انه بلد أفريقي . ولد الشاعر الدبلوماسي الذي غادر هذا المجال بعد صعود ثورة الإنقاذ إلى سدة الحكم ، في مدينة الأبيض بغرب السودان عام ١٩٣٩م . وتخرج في كلية القانون بجامعة الخرطوم ، ليلتحق بعد ذلك بوزارة الخارجية التي عمل بها لثلاثين عاما ، ثم تركها ليهاجر ويستقر به الحال في الولايات المتحدة الأمريكية . نال محمد المكي إبراهيم العديد من الجوائز ، أهمها وسام الآداب والفنون عام ١٩٧٧م ، كما ترجمت دواوينه إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية . وقد صدرت له أربعة دواوين شعرية هي : * (أمتي)  ١٩٦٨م * ( بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت) عام  ١٩٧٢م   * ( يخت...