التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصحابي الجليل مازن بن غضوبة ... أول من أسلم من أهل عمان

              إعداد / وصال صالح 

الصحابي الجليل مازن  بن غضوبة

  أول من بني مسجد عماني في العام السادس الهجري

الصحابي الجليل مازن بن غضوبة هو  أول دخل الإسلام   و أول من حمل شعلة الإسلام إلى عُمان بعد أن زار النبي صلى الله عليه وسلم  ، في المدينة ثم عاد حاملاً مشعل الدين الحنيف الذي دخل البلاد عن طريقه وأنار قلوب الناس جميعاً .

الصنم باجر وعن قصة إسلامه :

يقول الهاشمي “كان بن غضوبة قبل إسلامه يعبد صنماً يدعى “باجر” بسمائل وقد ذبحوا ذبيحه عند الصنم ، وهو من أصنام الأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيء وقضاعه ، ولما ذبحها سمع صوتاً يقول “يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث النبي من مضر بدين الله الأكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر الصقر”، وبعد أيام ذبحت ذبيحة أخرى فسمع صوتاً يقول “أقبل إلي أقبل تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشعل وقودها بالجندل”.
ويؤكد الهاشمي “ذكرت الروايات التاريخية خوف وقلق وتعجب مازن مما سمع ، ولكنه تفاءل خيرا ، وبينما هو كذلك إذ ورد عليه رجل من أهل الحجاز يريد ماء ،  فسأله عما وراءه من الأخبار فقال له : “ظهر رجل يقال له محمد بن عبد المطلب يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله”. ويتابع “بدأ مازن يربط بين ما سمع وبين كلام الرجل فما كان منه إلا أن كسر الصنم ثم ذهب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسلم بين يديه كما ورد ذكره في قصص وروايات سالفة  ،  وقيل إنه لما قدم إلى الرسول (ص) قال: يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وحب الخمر والنساء ،  فيذهب مالي ولا أحمد حالي ، فادع لي الله أن يذهب ذلك عني وليس لديّ ولد فادع الله أن يهب لي ولداً ، قال فدعا لي فأذهب الله عني ما كنت أجد وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد وحفظت شطر القرآن وحججت حججا”.
ويقول الهاشمي “نظراً لشح المعلومات في السير التاريخية عن أسرة مازن ، وذلك يرجع أن دخوله للإسلام مبكراً فإن المعلومات عنه قبل الإسلام كانت نادرة وأيضاً دوره الإجتماعي كان محدوداً حيث ذكر أن أمه هي زينب بنت عبد الله بن ربيعة بن حويص أحد بني نمران ، وهذا يوضح أن لفظ غضوبة المذكور في نسبه إما أن يكون لقباً أو إسما حقيقيا لوالده لأن العرب كانت تسمى بالأسامي المؤنثة وهذا ليس من سبيل لترجيح أحد الاعتقادين، و كان له أخوة من أم و هم بنو الصامت وبنو خطامة وفهرة وكانت نشأته في مدينة سمائل الواقعة في داخلية عمان ،  وذكر أن مازن له ولد كان اسمه حيان وقد قال في حديثه عند مقابلة النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعائه له…ورزقت ولداً فسميته حيان بن مازن”.

مسجد المضمار :

يقول أحمد الحارثي ، من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية “تقول المراجع التاريخية إن بناء مسجد مازن بن غضوبة أو  مسجد المضمار ، كان في العام الهجري السادس بعد عودة مازن من المدينة المنورة و مقابلته للنبي صلى الله عليه وسلم ، 

ويؤكد تاريخ البناء العلامة بدر الدين أبو عبد الله بن محمد الشبلي الدمشقي المتوفى عام ٧٦٩ هجرية ، و قد رمم هذا المسجد في عام ١٩٧٩م  بالتصميم المعماري و الهندسي نفسه الذي كان المسجد عليه قبل الترميم”.
ويضيف
“المسجد عبارة عن بناء حديث جدرانه الخارجية عبارة عن قطع من حجارة السقوف العمانية التي تشتهر بها المنطقة الداخلية وبالتحديد منطقة بركة الموز وهذه الحجارة البنية حملت إليه من تلك المناطق وتتواجد هذه الحجارة على الجدران كافة وهو مكون من شقين الأول يضم أماكن الوضوء والخدمات الملحقة بها، والثاني مكون من المصلى ، و له بابان أحدهما لمدخل الوضوء المتصل بالمصلى والثاني باب المصلى نفسه ، وأبوابه مصنوعة من أخشاب مقواة حسب طريقة الصنع العمانية”. 

مسجد مازن بن غضوبة

مسجد مازن بن غضوبة أو مسجد المضمار هو مسجد تاريخي وأقدم مسجد في سلطنة عُمان. يقع المسجد في ولاية سمائل التابعة لمحافظة الداخلية، وقد بُني في عام ٦٢٧ م على يد مازن بن غضوبة أول من دخل الإسلام من أهل عُمان .







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزياء الشعبية السودانية - الزي الرجالي

بقلم / سناءحامد إلياس  تختلف أشكال الزي الرجالي   بإختلاف الأقاليم و المناطق داخل السودان و لكن حديثنا سيكون عن الزي المتداول على أوسع نطاق .                     ( الجلابية  ) تصنع من القماش و هي فضفاضة ذات أكمام واسعة و ذلك لدخول الهواء و التبريد و جيوب على الجانبين و ذات فتحة أمامية و تغطي كامل الجسم بقامة الرجل . تتشابه في كثير من أقاليم السودان و أيضآ الغالب الأعم فيها اللون الأبيض قديما و قماشها قطني . فالسودان كما هو معروف يقع في منطقة حارة تحتاج إرتداء الأزياء القطنية التي تناسب هذه الأجواء . و هناك نوع آخر من الجلاليب  تثبت عليه الجيوب أعلى الصدر و الظهر ، و تبدو الجهتان الأمام  والخلف بنفس  الشكل ، و لهذا حكمة فعندما ينادى للنفير الذي يستوجب سرعة الإستجابة  فيرتديها الرجل بسرعة لتلبية النداء و يكون وضعها صحيحا . و هناك لباس آخر هو :                   (العلى الله) و هي عبارة عن قميص أقصر من الجلابية ،   ومعه سروال يصل إلي أخمص ...

قصة أغنية.. عشرة الأيام

 إعداد/ وصال صالح  تعتبر أغنية (عشرة الأيام) من روائع الغناء السوداني الحديث ومن أجمل الألحان التي قدمها العملاق عثمان حسين مع رفيق دربه الشاعر الفذ عوض أحمد خليفة.. خطوبة شاعر ولعشرة الأيام تحديداً قصص وحكاوي سردها فيما مضى الراحل عوض أحمد خليفة، إلا أن النواة الحسية والمعنوية لميلاد (عشرة الأيام) كانت خطوبة شاعرها من إحدى حسناوات أمدرمان التي أعجب بها إيما إعجاب، وبعد أن تقدم أهل وذوو الشاعر بالخطوبة لتلك الملهمة تم القبول والتوافق بين الأسرتين، إلا أن هنالك مستجدات طفت على السطح وهي سفر خليفة لأوروبا في بعثة عسكرية تأهيلية وقتها أحس أهل المخطوبة بأن ذلك المشروع سيأخذ وقتاً طويلاً يحسب من عمر الفتاة، وبعدها ساقت المقادير الموضوع برمته إلى هاوية الفشل والضياع حتى تقدم أحد أقرباء الفتاة وتمت الخطوبة ومن ثم الزواج وكل ذلك وعوض بأوروبا لذلك قال في بعض أبيات القصيدة (ليه فجأة دون أسباب ومن غير عتاب أو لوم – اخترت غيري صحاب وأصبحت قاسي ظلوم).. ترجمة (لايف) الأغنية كانت بمثابة شاهد إثبات على حساسية عوض الشاعرية العالية وإمكاناته الفنية المهولة فقد كتب الأغنية ولحنها وغناها وهو...

مرثية الشاعر /صلاح أحمد إبراهيم في صديقه الروائي / علي المك

معد المحتوى  / أ.عواطف إسماعيل/ لندن  الشاعر / صلاح أحمد إبراهيم  الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد إبراهيم ينعي صديقه   وصنو روحه البرفسور الروائي القاص والناقد علي المك  ولد علي محمد علي المك في مدينة أم درمان في ١٢ فبراير من عام ١٩٣٧م وتوفي في مدينة نيومكسيكو . تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم وحصل على الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية . الروائي/ علي المك  في هذه القصيدة  نعى فيها البروفسور صلاح أحمد  إبراهيم صديقه علي المك من ديوان (نحن والردي) مدينته الآدمية مجبولة من تراب يتنطس أسرارها واثب العين منتبه  الأذنين يحدث أخبارها هل يرى عاشق مدن في الحبيب أي عيب؟ مدينته البدوية مجبولة من تراب ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها تتباهى على ناطحات  السحاب بحي سما أصله لركاب فاح شذى من "على" حين غاب جرت وهي حافية، في  المصاب تهيل الرماد على رأسها  باليدين تنادي على الناس:  وآحسرتا ويب لي   ويب لي  فقدنا الأديب، فقدنا النجيب، فقدنا اللبيب، فقدنا "على" فقدنا الذي كان زين  المجالس، ز...